أكتب لأفكّر 💡
سبب إطلاق النشرة البريدية
أحد الأشياء التي أثارت استغرابي فور انضمامي لشركة ساري في عام ٢٠٢١ هو العدد الكبير من الأبحاث والمستندات التي يكتبها فريق إدارة المنتجات قبل تنفيذ أي مشروع. لم أفهم الحاجة إلى كتابة هذا الكم الهائل من التفاصيل عن مشروع يمكنك ببساطة رسم ملامحه بشكل سريع وإطلاقه واختباره بشكل عملي كما اعتدت دوماً.
كمدير منتج، تطلب منك الإدارة ان تبدأ أي مشروع ببحث يشمل جمع كل ما يتعلق بالمشروع (أرقام، احصائيات، ملفات، معلومات…الخ)، ثم تنتقل بعد ذلك إلى تحديد المشكلة، وتفصيل الحل المقترح ، ووضع خطة لإطلاق المشروع والكثير من التفاصيل الأخرى. وبعد مراجعتها واعتمادها من الإدارة، تنتقل إلى تفصيل كل خطوة من خطوات اطلاق المشروع للمبرمجين حتى يتمكنوا من تنفيذها بشكل سريع ودقيق.
وبغض النظر عن رأيي في هذا الإجراء وطريقة تطبيقه عملياً، الا أني تفاجأت بمدى استفادتي من كتابة تفاصيل كل ما اعمل عليه بشكل دقيق، وذلك لسبب بسيط: اكتشفت ان الكتابة تجبرني على التفكير بشكل أفضل. بل أني وجدت ان بعض المشاريع غير مجدية اساساً بعد كتابة تفاصيلها.
كيف تساعد الكتابة في تحسين التفكير
الكتابة تتيح لك رؤية أفكارك بشكل واضح أمامك بدلاً من بقائها مبهمه في ذاكرتك، مما يساعدك بشكل كبير على صياغتها بشكل أفضل، وتحسينها، ومحاولة تقديمها بتسلسل منطقي ولغة سليمة. الكتابة أيضاً تساعدك على تصفية ذهنك، وتوفر له مساحة أكبر للتفكير بدلاً من إغراقه باستمرار بالمعلومات القادمة من تطبيقات هاتفك.
وللحصول على أفضل نتيجة (برأيي): أكتب كما لو انك تكتب للآخرين. أكتب بوضوح وبتسلسل منطقي للأفكار. أكتب بحجّة قوية ليقتنع القاريء بما تكتبه، حتى ولو لم يكن هناك قرّاء.
ستواجه صعوبات في البداية عند محاولاتك للكتابة، لكن في النهاية هي كالعضلة التي تحتاج إلى تمرين، وللأسف لم أقم بتمرين تلك العضلة لدي منذ عدة سنوات. لذلك أبدأ هذه النشرة البريدية محاولة للالتزام بالكتابة من جديد، وإعادة هذه العادة المفيدة جداً بالنسبة لي.
سأشارك في هذه النشرة كواليس حلقات سوالف بزنس، وكل ما اعتقد أنه يستحق المشاركة سواء من عالم الأعمال أو مما استفدت منه على المستوى الشخصي.
أراك في الرسالة القادمة!
نشرة خفيفة أشارك فيها أبرز ما استفدته خلال الأسبوع كل يوم أحد. سأكتب أيضاً عن كواليس حلقات بودكاست 'سوالف بزنس'، ومقالات حول مواضيع ضمن اهتماماتي.